بقاء نظام ولاية الفقيه استمرار الاغتيال والإرهاب
بقلم: المحامي عبد المجيد محمد
لايزال اعتقال الدبلماسي الإرهابي التابع للنظام الإيراني والذي يدعى أسد الله أسدي على حدود ألمانيا – النمسا عشية عقد التجمع العظيم للإيرانيين والمقاومة الإيرانية حديث الأخبار. وكان قد خطط هذا الدبلماسي لتنفيذ عمل إرهابي خطير في تجمع الإيرانيين في ٣٠ حزيران في فيلبنت باريس وذلك باستخدام فريق مكون من شخصين في بلجيكيا. هدف هذا المخطط الإرهابي المذكور كان إما أن يستطيع اغتيال مريم رجوي زعيمة المعارضة الإيرانية أو استهداف بعض من الشخصيات المشهورة المشاركة في هذا التجمع على الأقل وفي الحد الأدنى إلحاق خسائر في الجمهور الحاضر في هذا التجمع وخلق وإيجاد الفوضى ليتمكنوا من توجيه ضربة للمقاومة الإيرانية.
إقرار وتخطيط هذه المؤامرة الإرهابية القذرة تمت في مجلس الأمن الأعلى التابع للنظام تحت الإشراف المباشر لرئيس الجمهورية.
المادة السادسة والسبعون بعد المائة من دستور النظام الإيراني:
يتم تشكيل مجلس الأمن الوطني الأعلى برئاسة رئيس الجمهورية لغرض تأمين المصالح الوطنية وحراسة الثورة ووحدة أراضي البلاد والسيادة الوطنية،…
وأكثر من هذا الحرسي علي شمخاني أمين هذا الجهاز الأمني كان قد قال خلال ذروة المظاهرات وانتفاضة الشعب في المدن الإيرانية المختلفة: المجاهدون ينظمون الانتفاضات ونتيجة لعملهم هذا، سنضربهم من مكان لم يفكروا فيه قط. التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية في فيلبنت باريس كان هو ذاك المكان الذي كان يقصده هذا الحرسي الأمني وقد تم تأكيد الأهداف الإرهابية المخطط لها من قبل علي خامنئي، ولي فقيه النظام، وكما أن الرئيس الملا حسن روحاني، بصفته رئيس مجلس الأمن الأعلى كان على علم بذلك. لذا مما لا شك فيه أن محمد جواد ظريف الذي كان دائما يحاول أن يظهر نفسه كمعتدل وإصلاحي، كان بصفته وزير خارجية النظام خلال هذه المؤامرة القذرة.
لقد تدربت المقاومة الإيرانية قرابة الأربعين عاما نسبة لسياسية خلق الأزمات التي يتبعها النظام الحاكم في إيران. سبب ذلك المعرفة العميقة التي تمتلكها المقاومة الإيرانية عن الطبيعة الاستبدادية والمتخلفة لهذا النظام. قائد هذه المقاومة كان قد قال منذ عدة عقود ماضية بأن «الأفعى لن تلد حمامة أبدا».
العالم أيضا شهد واختبر بشكل جيد سياسة الأزمات الخلاقة والإرهاب الذي يتبعه النظام الحاكم في إيران. في هذا النظام جميع المسؤولين مثل بعضهم البعض. لا يوجد شيء وهمي يسمى “الإصلاحي” وهو عبارة سراب. الملا حسن روحاني يؤمن ويحتاج بشدة لنفس سياسة خلق الأزمات والإرهاب هذه من أجل بقاء النظام بنفس القدر الذي يؤمن خامنئي ولي فقيه النظام ويحتاج إلى هذه السياسة. في اللغة الفارسية، يشار إلى هذا المصطلح باسم “من قماش واحد”.
لذلك فإن استخدام عنصر دبلماسي يحمل حصانة دبلماسية في بلد أوروبي من أجل القيام بعمل إرهابي من النوع الداعشي يثبت بشكل جيد أنه عندما ينظر إلى موضوع حماية وحفظ وبقاء النظام فإن كافة أركان نظام ولاية الفقيه يفكرون ويقررون بنفس السوية. ولذلك، فإن إساءة استخدام التقاليد والأعراف الدبلوماسية والقيام بالأعمال الإرهابية هو من نفس نوع الإرهاب الذي يستخدمه قاسم سليماني في بلدان المنطقة، مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن.
نتيجة هذا الحدث الإرهابي هو أنه طالما بقي نظام ولاية الفقيه في السلطة والقوة، فإن الإرهاب والاغتيال سيبقيان كذلك. لأن الولي الفقيه ورئيس الجمهورية وجميع الأجهزة المرتبطة بهم هو عبارة عن مصادر إرواء لهذه الشتلات الغير شرعية.
الطريق الوحيد للخلاص من أزمات نظام الفاشية الدينية في إيران هو إنهاء حكم هذا النظام الداعم للإرهاب.
الإرهاب الذي يخترق الحدود ولايعرف زمانا ومكانا ويعتبر كل أنحاء العالم مكانا لعمله ونشاطه ونشوئه ونموه.
لكن إنهاء هذا النظام هو أمر ممكن ومتاح. تجمع فيلبنت باريس في ٣٠ حزيران هذا العام وحضور مئة ألف إيراني وعشرات الشخصيات الدولية المشهورة من القارات الخمس ودعم هذا المؤتمر والبديل الديمقراطي المتمثل بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي يبين بوضوح طريق إنهاء هذا النظام. يجب على دول العالم ولاسيما الدول الأوروبية والإقليمية التي هي حلبات ملونة تلعب فيها قوات الحرس التابعة للنظام الإيراني إغلاق سفارات النظام التي هي أعشاش للجاسوسية والتخطيط للإرهاب بكل معنى الكلمة وطرد جميع عناصرها وبدلا عنها الاعتراف رسميا بممثليات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
انه لتوقع صحيح لشعب الانتفاضة الإيرانية العظيمة سيتخلصون من هذا النظام الجبار والفاسد الحاكم في بلدهم.